[ALIGN=CENTER]النغيثر فنان يرسم الحدث الماضي من مخزون أحلامه بأعين مستقبلية
في ألوانه مزيج رائحةالسدو وشذا الخزامى وعطر ابتلال الأرض بالمطر [/ALIGN]

الثقافية محمد المنيف:
قال عنه الدكتور غازي القصيبي في جملة مختصرة في أحرفها غنية بالمعاني كأني بها مطلع قصيدة أو عنوان قصة بعد تشريفه وافتتاحه معرضه"أتى بالإبداع وأوصل الإمتاع" هذه إشادة من رجل مفعم بالذوق الرفيع والفكر المتقد والثقافة الراقية، من شاعر اسمع القاصي قبل الداني روائع شعره ولهذا فهي شهادة ووسام يعتز به كل فنان والأولى بها من قيلت فيه الفنان إبراهيم النغيثر الاسم الذي لم يعد غريبا أو جديدا على كل منتسب للساحة أو متذوق للفن التشكيلي. جاء للساحة حاملا موهبته الفطرية مدعمة بالثقافة المكتسبة من كل نبع ونهر يخدم توجهه التشكيلي. بدايتة كانت عبر نادي الدرع واصبح بعد فترة معلما بل مدرسة فنية في اللون والمفردات، اخذ عنه الكثير من الفنانين الشباب ملامح كثيرة فانطبع أسلوبه على أعمالهم. حاول الكثير منهم التخلص فلم تتحقق لهم الأمنية وبقي هاجس هذه التبعية يلاحقهم، لم يكن الفنان النغيثر مغامرا حينما رسم الواقع أو صوّر حالاً أو حدثاً كان في الماضي استلهمه من أقصوصة أو حكايات شعبية تؤطرها خيالات العشق والحب والغزل. هي حكايات كل بيت أو خيمة فالحب الصادق المباح لا يمكن ان نتجاهله بل اصبح منطلقاً للقصيدة والقصة والرواية وسوالف الليل والسمر والسفر. إبراهيم النغيثر جزء من هذا التلاحم الاجتماعي ارض وسماء وإنسان ثم أحداث ومواقف وقضايا تمس الوجدان أو تجرح الخاطر فكلها خليط من الذكريات لهذا كانت مغامرته في زمن وثقافة أعين لا تتعدى معرفة ما تعودت عليه فقدم لها الجديد وأثار فيها الدهشة واجبرها على احترامه وفرض عليها الإعجاب به والقناعة بما يقدمه من رموز هي في الواقع أسلوب وحياتنا المغلفة بالاسراء والبوح لخفي والخجل والخوف من لاشيء في ثنايا الهمس والمناجاة ولغة الاشارة والتلميح والرمز، اذاً لم تكن اعمال النغيثر واسلوبه سوى تعبير عن حقيقة لم يصل إليها إلا من يمتلك العبقرية الإبداعية. قد يتوقع البعض أنني أبالغ ومن يساوره الشك عليه أن يتمعن في أبعاد إبداعه لا اعني الجانب التقني فالأيام كفيلة بصنع المعجزات لكن الأصل يبقى والبداية تؤكد معنى النجاح فالمهم كيف نستخلص الفكرة وكيف نعالجها ونضعها في قالبها التشكيلي خطوطا ومساحات وتوازنا بين الكتلة والفراغ، هذا هو الفنان النغيثر ابن الصحراء عاشق يهيم بكل جميل فيها يحمل في ذاكرته الكثير ممتطيا اللوحة مسافرا بها إلى أعين الآخرين وقلوبهم يرسم الشعر ألوانا ويكتب حكاياته إيحاءات يترجمها من لديه لغة الوجدان والقدرة على العوم إلى الأعماق، في ألوانه رائحة السدو وشذا خزامي نجد وعطر ارض الوطن حينما تعانقها رشات المطر وهتانه يبحث في ثنايا المدينة عن وجه ما وفي الصحراء عن شكل زهرة برية وفي السماء عن رفرفات طائر يجمعها في إطار جمالي تسبقه القضية والفكرة والمعنى، أشياء وأشياء القليل منها كثير والكثير فيها مشبع وغني بالإبداع، جمع كل شتات أعماله في معرض قل أن نراه إلا عند من هم على شاكلته. هادىء لا يبحث عن ذاته وإنما يترك الإبداع يتحدث. كان يوم افتتاح معرضه في قاعة المعارض بمركز الأمير فيصل بن فهد للفنون التشكيلية احتفائية به من قبل أحبته قبل إبداعه ثم كان لإبداعه نصيب الأسد من الثناء. قامت الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالإعداد للمعرض وتنظيمه والإشراف عليه وحظي بحضور جميل بجمال كل من فيه وما فيه.
الفنان النغيثر شارك في العديد من المعارض المحلية والدولية وحاصل على العديد من الجوائز وشهادات التقدير. له مقتنيات محلية وعربية، أقام عدداً من المعارض مع مجموعة فناني نادي الدرع باعتباره أحد مؤسسي المجموعة كما أقام عدداً من المعارض مع زميله الفنان النحات علي الطخيس.